تمر بنا اليوم الذكرى الـ 16 لوفاة الناشطة الأمريكيّة “راشيل كوري” دهساً تحت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بينما كانت تتصدّى لها لمنع هدم بيوت الفلسطينيين في غزّة عام 2003.
عُرفت راشيل ابنة الـ 23 ربيعا بمناصرتها للقضيّة الفلسطينيّة ودفاعها عن أصحاب الأرض تجاه الاعتداءات الصهيونيّة المتكررة وانقطعت عن دراستها الجامعيّة في مجال الفنون لتلتحق بالعمل التطوعي صلب “حركة التضامن العالميّة” التي تدعم القضية الفلسطينيّة.
ولم تكن الناشطة الأمريكيّة تعي حجم الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين إلا بعد تنقلها عام 2003 إلى قطاع غزّة إبّان الانتفاضة الثانية حيث عملت مع صحبة متضامنين أجانب على منع هدم بيوت الفلسطينيين وكتبت راشيل في آخر رسالة لأهلها: “أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي”.
ودفاعاً عن منزل احدى العائلات الفلسطينيّة في حي السلام بمدينة رفح رفعت راشيل كوري لافتة “كن إنساناً” وتقدّمت باتجاه إحدى الجرافات الإسرائيلية إلا أن السائق وبشهادة جميع رفاقها تجاهل راشيل وتعمّد دهسها تحت عجلاته الثقيلة ليرديها قتيلة.
وهكذا سطرت راشيل بدمائها واحدة من القصص الكثيرة لتضحيات الشعب الفلسطيني وكانت إحدى أيقونات نضاله.
يذكر أن المحكمة الإسرائيلية قامت عام 2013 بتبرئة سائق الجرّافة قاتل راشيل وسقطت بذلك الدعوى القضائيّة التي رفعتها عائلتها ضدّ “إسرائيل” مبررة ذلك بإن القتل لم يكن متعمداً.