عقب سنة و6 أشهر من معاناة السجون وقهر السجان، تنفست الأسيرة وفاء مهداوي -56 عاماً- والدة الشهيد أشرف نعالوة، الحرية، بعد أن أفرج عنها الاحتلال من سجن الدامون، ظهر أمس الخميس.

العشرات من أهالي محافظتي طولكرم وجنين ولجان الطوارئ كانت بانتظار مهداوي إلى جانب أهلها، لحظة وصولها الحاجز مرتدية الكمامة والقفازات، كإجراء وقائي في ظل جائحة كورونا، لتنقل بواسطة سيارة إسعاف إلى المركز الكوري للطب الوقائي في جنين، لإجراء فحص كورونا للاطمئنان على صحتها.

وقالت الأسيرة المحررة وفاء عقب خروجها: “تعبت كثيراً خلال وجودي في السجن، حيث تلقيت نبأ استشهاد أشرف بحسرة وألم، انتابتني حالة من الحزن والصدمة، بكيت كثيراً وبشكل دائم، وراودتني آلام شديدة في المعدة والغدد، وتعرضت قبلها لتعذيب من إدارة السجن تمثلت في الشبح والعزل والحرمان من النوم والبرد القارس والشتائم وتحقيق متواصل أنهك جسدي وآلم نفسيتي”.

وتابعت قائلة: “إن الأسيرات وقفن إلى جانبي في التخفيف من حدة الحزن الذي سيطر علي، وكن إلى جانبي في كل رحلة ألم مررت بها طوال فترة مكوثي في السجن”.

محكمة الاحتلال أرجأت محاكمة مهداوي عدة مرات كإجراء انتقامي، وعن ذلك قالت: “في كل مرة كان يقدم فيها المحامي استئنافاً للإفراج عني، ترفض المحكمة وتواصل اعتقالي وتعذيبي، وتؤجل محاكمتي لأيام أخرى”، مشيرة إلى أنه كان من المقرر الإفراج عنها في الخامس عشر من آذار الماضي، لكنها تفاجأت بتأجيله.

ونقلت مهداوي رسالة من الأسيرات بضرورة إيلاء قضيتهن أهمية كبرى، وأشارت إلى أنهن بخير وجميعهن متشوقات للحرية، لكن الوضع المعيشي داخل السجن سيء، خاصة في هذا الوقت الذي منع فيه الاحتلال زيارات الأهل والعلاج والمحامين و”الكنتينا”، بسبب انتشار فيروس كورونا، وهن بأمس الحاجة للعلاج خاصة المريضات، ولأدوات التعقيم والوقاية، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال تقتصر على توفير الكلور كأداة تعقيم بكمية قليلة تكاد لا تكفي.

ووصلت مهداوي منزلها الجديد الذي بنته اللجان المحلية والشعبية وبإسناد من المؤسسات الأهلية والوطنية في ضاحية شويكة بطولكرم، إلى جانب بقايا منزلها، بانتظار الإفراج عن زوجها في الخامس من أيار المقبل، وابنها البكر أمجد المحكوم مدة عامين.

وكان الاحتلال اغتال الشهيد أشرف نعالوة في الثالث عشر من كانون أول عام 2018، داخل أحد المنازل في مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس، واحتجزت جثمانه حتى اللحظة منذ عام 2018.