نشر موقع البيت الأبيض الرسمي النص التعريفي الرسمي للجانب الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية، التي سُمّيت “صفقة القرن”.
الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين تنشر هذا النص، لكي تتيح لكم التعرف على حقيقة الخطة الأمريكية التي تحاول أن تبيع الفلسطينيين الوهمَ مقابل السلام الخانع.
أربعون صفحة، تشغل الصور الجميلة – التي تركز على الأطفال ثم النساء خاصة – واللوحاتُ التعريفية والمساحات اللونية الفارغة حوالي 50 منها. هذه هي الخطة الأمريكية التي جاءت بعنوان رئيسيّ من كلمة واحدة (السّلام)، متبوعاً بعنوان فرعيّ (من السَّلام إلى الازدهار. رؤيا جديدة للشعب الفلسطيني).
ومع غياب أي إشارة إلى سُبل تحقيق السَّلام المزعوم، ومع التجاهل التامّ لوجود الاحتلال الصهيوني، ومع عدم الإشارة إلى ما يسمّى “إسرائيل” إلا بضع مرات، وبوصفها شريكاً في المكاسب التجارية؛ يبدو واضحاً أن ما يقدمه الأمريكيون – وشركاؤهم من المنطقة – ليس إلا “رؤيا” واهمةً خيالية كما كتبوا، وليس خطةً حقيقية تشتمل على “رؤية” واقعية موضوعية؛ فالفرق واسعٌ – كما تفيدنا لغتنا الجميلة – بين “الرؤيا” التي هي اسم لأضغاث الأحلام، وبين “الرؤية” التي تحتاج إلى بَصَر وبصيرة؛ ولكن يبدو أنّ المتعلقين بوعود الازدهار الأمريكية قد عَميت منهم القلوب التي في الصدور، قبل أن تعمَى منهم الأعين والأبصار !
خلاصة الخطة المطروحة:
أيها الفلسطينيون.
تجاهلوا من أجل أن تعيشوا.
وتغافلوا من أجل أن تأكلوا.
ولن نغفل عنكم رغم ذلك؛
فكل الفتات الذي نَعِدُكم اليوم به سيكون تحت رقابتنا الصارمة.
والويل لمن تسوّل له نفسه يوماً أن يحلم بالحرية أو الكرامة، إلا وفق تعريفنا نحن للكرامة والحرية.
هذا هي رسالة السلام الأمريكي؛ فماذا نحن قائلون ؟
نعتقد أن الجواب بسيط؛ وليسمح لنا كاتبو هذه الخطة أن نقتبس الجواب مما كتبوا هم أنفسُهم، في الأسطر الأولى من مقدمة خطتهم للسَّلام الموهوم والازدهار المزعوم، عندما قالوا:
(ومع ذلك، فإنَّ الوضع الفلسطينيَّ لن ينتهيَ هنا، وهذا لأنَّ الشعب الفلسطينيَّ يواصل مسعاه التاريخيَّ لتحقيق تطلُّعاته وبناء مستقبلٍ أفضلَ لأبنائه).
نعم. صدقتم في هذا خاصةً؛ رغم أنَّكم الكاذبون!