أقام مجلس علماء الرباط المحمدي في مدينة الفلوجة العراقية أمس الجمعة في 18 أيلول (سبتمبر) فعالية واسعة لإعلان موقف الرفض من معاهدات السلام المهينة التي وقعتها بعض دول الخليج وتصاعد الدعوات المشبوهة للتطبيع مع الكيان الصهيوني. وشارك وفد من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في الفعالية، ضمّ السيد كاظم الجابري مدير المجمع، وضم الشيخ عدنان العاني رئيس رابطة علماء الاعتدال والشيخ عبد الأمير الكيلاني رئيس لجنة الدفاع عن الأقصى وأعضاء شورى التقريب.
وقد أقيمت الفعالية بحضور وفد السفارة الفلسطينية الذي ترأسه د. أحمد عقل سفير دولة فلسطين في بغداد، وعدد من الشخصيات الدينية والعشائرية والشخصيات الاجتماعية تمثل العراق بكل مكوناته إضافة الى حضور عدد كبير من علماء وشخصيات مدينة الفلوجة.
وقد ألقى سماحة السيد عبد القادر الألوسي رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي كلمة في بداية البرنامج رحب فيها بالضيوف وأكد على مركزية القضية الفلسطينية في وعي وضمائر العراقيين وتاريخهم وخصوصا أهل الفلوجة الذين مرت من مدينتهم قطعات الجيش العراقي التي ذهبت الى فلسطين، ودورهم في مقاومة الاحتلال الامريكي.
ثم تحدث سعادة سفير دولة فلسطين د. أحمد عقل الذي شكر وقدر الموقف العلمائي والشعبي في العراق على رفض التطبيع ومعاهدات السلام المذلّة، وذكر بمواقف العراقيين تاريخيا من نضال الشعب الفلسطيني، وما قدمه من شهداء لا تزال قبورهم شواهد تروي قصص مواقفهم في جنين ونابلس.
ثم تحدث السيد كاظم الجابري مدير المجمع العالمي للتقريب الذي استنكر الموقف المهين لبعض دول الخليج وتسابقهم للحصول على رضا الراعي الأمريكي دون أن يكون لدولهم أو للأمة أي منفعة في ذلك. وأشار إلى أنّ ما مرت به أمتنا من ارتفاع صوت الخطاب الطائفي في السنوات الماضية كان يهدف واقعا إلى صرف الأمة عن قضيتها المركزية.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ عدنان العاني على أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين ككل، وأنّها هم يحمله كل مسلم ومؤمن، وأكد أنّ من الطبيعي أن تأخذ معارك الأمة الكبرى الكثير من الوقت والجهد إلا أن النتيجة لن تكون إلا لصالح القضية العادلة للأمة.
كما دعا فضيلة الشيخ عبد الأمير الكيلاني رئيس لجنة الدفاع عن الأقصى إلى مقاطعة الدول المطبعة اقتصاديا.
وألقى عدد من شيوخ العشائر كلمات أكدوا فيها على وحدة الموقف وبما تقتضيه أهمية المرحلة وشرف القضية، وأكدوا أن الوحدة التي ظهرت بين أبناء العشائر قي مختلف مناطقهم في قتال المشروع الارهابي هي نفسها التي تحكم هذه المرحلة.
ثم توالت الكلمات، وتخللتها عدد من القصائد التي أكدت على خيار المقاومة، ووحدة الموقف العلمائي والشعبي في العراق على رفض التطبيع.
بعدها ألقي البيان الختامي الذي أكد على ثوابت الأمة في تحرير فلسطين ورفض التطبيع بكل صوره ومظاهره، كما تضمن البرنامج فقرة مهمة وهي تقديم بيان وتواقيع علماء العراق الرافضين للتطبيع الى السفير الفلسطيني.