أفادت مصادر صحافية أوروبية وصهيونية عدة من بينها موقع والا الإسرائيلي أمس الثلاثاء عن هروب السفيرة “الإسرائيلية” في لندن تسيبي حوتوفيلي من جامعة London School of Economy “كلية لندن للاقتصاد” بعد مظاهرات حاشدة ضدّ سياسات الاحتلال داخل الجامعة.
وأظهر مقطع فيديو صوّره أحد طلّاب الجامعة الذين شاركوا في طرد السفيرة الحرس الأمني التابع لها يقوم بتفريق حشد من الطلاب بينما تهرول السفيرة حوتوفيلي نحو سيارة انتظرتها وسط الشارع في ظل إجراءات أمنية مشددة وعلى وقع هتافات الطلاب “عار عليكِ! عار عليكِ!”

وكان من المقرر أن تقوم السفيرة الإسرائيلية الجديدة بإلقاء كلمة في جامعة LSE أمس ولكنّ حشداً من الطلاب والناشطين في مجال دعم حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة ومجموعات يسارية وحقوقية رافضة لإجرام الاحتلال وسياساته العنصرية قاموا بتنظيم تجمّع حاشدٍ داخل حرم الجامعة وأغلقوا الطريق نحو القاعة على السفيرة حوتوفيلي وهتفوا ضدّ كيان الاحتلال وسياساته العنصرية وإجرامه بحقّ الفلسطينيين مما استدعى من السفيرة الانسحاب من المكان وإلغاء المحاضرة على وقع إجراءات أمنية مشددة.
والسفيرة المطرودة من جامعة لندن تسيبي حوتوفيلي شغلت قبل تعيينها منصب نائب وزير خارجية كيان الاحتلال، وهي صهيونية يمينية متشددة، تدعم الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بشكل علنيّ وتعبّر عن افتخارها بتاريخ كيان الاحتلال، وسبق أن أنكرت وجود “نكبة” فلسطينية معتبرةً أنّ قصة تهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني من أرضهم عام 1948 على وقع مجازر العصابات الصهيونية بحقّ الفلسطينيين ما هي إلّا “أوهام واختلاقات”، ومنكرةً بذلك كلّ قرارات الأمم المتحدة وتاريخاً قريباً لم يمضِ عليه إلى يومنا هذا أكثر من 7 عقود من الزمن.
وقد أثار تعيين المتطرّفة اليمينية الصهيونية حوتوفيلي في منصب سفيرة الكيان في بريطانيا السنة الفائتة سلسلة من ردود الفعل السلبية في العديد من الأوساط الحقوقية والسياسية الأوروبية (قبل بريكست) والبريطانية، لا سيما من قبل الاحزاب والجمعيات اليسارية الذين رأوا في وجودها استفزازاً لمشاعر ذوي الضحايا والأبرياء الذين تعرّضوا لإجرام حكومات الاحتلال المتعاقبة، والتي تدافع حوتوفيلي عن تاريخها الدموي. كما سبق للسفيرة أن وصفت جيريمي كوربين رئيس حزب العمال البريطاني السابق بمعاداة السامية، لأنه اعترف ببعض حقوق الشعب الفلسطيني!
ويعتقد أن السبب الرئيس في كون السفيرة الصهيونية تعتبر من أكثر الشخصيات المكروهة في أوساط طلاب الجامعة هي افتخارها بكونها قد شاركت بشكل أساسي في وضع العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية ومن بينها “حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية BDS” على لوائح الجمعيات المحظورة في العديد من الدول الأوروبية والعالمية، الأمر الذي سبب قيام الشرطة في هذه البلاد باعتقال العديد من الناشطين الفاعلين في هذه المنظمات الإنسانية وهم جلّهم من طلاب الجامعات.