38 عاماً خلف قُضبان سجون الاحتلال، الأسيران اللّذان وصفا بأنهما “أقدم أسيرين في السجون الإسرائيلية”، كريم يونس وابن عمه ماهر يونس أبناء قرية عارة جنوبي مدينة حيفا المحتلة.

اعتقلت قوات الاحتلال الأسير كريم يونس عام 1983 ولم يتجاوز25 من عمره، ثم ألحقت به بعد أيام ابن عمه ماهر يونس الذي لم يتجاوز 23 عاماً حينها.
وُجهت إليهما تهمة “تهريب الأسلحة للضفة الغربية وقتل جندي إسرائيلي” وفرضت عليهما محكمة الاحتلال في بادئ الأمر، حكماً بالإعدام شنقاً، وبعد شهر عادت المحكمة وأصدرت حكماً بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وبعد جهود حثيثة، حددت المحكمة في أيلول 2012 حكم المؤبد 40 عاماً، لعدد من الأسرى.

تعثر تحرير الأسيرين يونس رغم إبرام عدة صفقات تبادل أسرى بين الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”، وذلك بسبب تعنت وتحفظ الأخير عليهما والتنصل في آخر لحظة من الصفقات التي شملت جميعها قدامى الأسرى وخاصة كريم يونس.
تَصفُ والدة الأسير كريم يونس، صبحية يونس التي تجاوزت الثمانين من العمر، وجعها وألمها الشديدين وهي تتحدث بتأثر بالغ “كريم لم يغب من مخيلتي رغم أسره منذ 38 عامًا، وفقط الله يعلم كم هي الحسرة والمعاناة وأنا أم وكريم هو ابني البكر” وتضيف “عندما أزور كريم في السجن ويرى أنني حزينة ومتضايقة يحاول مواساتي ورفع معنوياتي، ويقول إنه من المفترض بعد كل هذه السنوات أن تعتادي على الموقف وأنا لست سجينًا لقضية مخجلة. ورغم أن هذا صحيح، لكنني كأم أريده خارج السجن وإلى جانبي، واليوم أنا تجاوزت سن الثمانين وأعياني الانتظار وأريد أن أعيش معه بقية ما يمنحني الله من العمر”