تعرضت صفحة الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين على منصة فيسبوك خلال الأسابيع الماضية لحملة شعواء من قبل إدارة شركة فيسبوك أدّت إلى إغلاق الصفحة ومنع نشرها منذ الرابع من يناير الحالي وحتى الساعة.

وقد نشطت صفحة الحملة العالمية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة لمتابعة تطورات القضية الفلسطينية واتخذت موقفاً واضحاً إلى جانب القضية الفلسطينية وحق الشعب العربي الفلسطيني في العودة لأرضه المحتلة المغتصبة، ورفضت بشكل واضح خيانة الأنظمة العربية الرسمية للثوابت التي تتناقلها الأجيال أباً عن جدّ: أنّ فلسطين قضية حقّ تفوق كل اعتبار وأن عودة شعبها إليها وزوال الاحتلال أساس لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة العربية.

إدارة شركة الفيسبوك والتي لم يعد يخفى على أحد اتخاذها موقفاً مؤيّداً للصهيونية ولاحتلال فلسطين، باتت تعمل بشكل فاضح في محاربة المحتوى الفلسطيني حتى باتت بذاتها أداة من أدوات الاحتلال الإعلامي لعقول الرأي العام،

وخلال هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الاحتلال والنضال شكّلت الحملة منبراً ساهم في الإضاءة على نشاطات الشعوب والجمعيات والأفراد في مختلف بلدان العالم ضدّ الاحتلال والتطبيع معه ونصرة للحق الفلسطيني، فوصلت خلال العام الماضي إلى أكثر من 15 مليون زائر ومئات آلاف المتفاعلين وشاركت في تصميم وانتاج ونشر مادة اعلامية استفاد منها عشرات آلاف الناشطين في تحركاتهم في مختلف بلدان العالم.

لكنّ إدارة شركة الفيسبوك والتي لم يعد يخفى على أحد اتخاذها موقفاً مؤيّداً للصهيونية ولاحتلال فلسطين، باتت تعمل بشكل فاضح في محاربة المحتوى الفلسطيني حتى باتت بذاتها أداة من أدوات الاحتلال الإعلامي لعقول الرأي العام، ولم تعد تتقبل منافسة في صناعة رأي عام يناقض توجهات الصهاينة ويفضح جرائمهم بحق شعب فلسطين والشعوب العربية.

ورغم التزام صفحة الحملة التام بمعايير النشر لجهة الشكل واللغة، عمدت “أجهزة الرقابة والتفتيش” في شركة مارك زوكربرغ إلى “نكش” منشورات تعود لأكثر من سنتين واعتبارها – فجأة ودون أي إنذار – من المحظورات التي يتعيّن على مستخدمي المنصة الضرب في المندل لمعرفتها، وأنزلت بالصفحة عقوبة الحرمان من النشر حرصاً على تغييب المحتوى الفلسطيني عن الرأي العام العالمي وتستّراً على إجرام الصهاينة.

ويأتي هذا الحظر لصفحة الحملة بعد قيام فيسبوك بتكثيف محاربته للمحتوى الفلسطيني وإغلاق العديد من الصفحات الفاعلة في إطار العمل المدني ضدّ الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، كان آخرها صفحة علماء المسلمين التي أغلقت بعد نشرها موقفاً ضد التطبيع مع الاحتلال.

فخلال العام الفائت أحصى مركز صدى سوشال المتخصص في متابعة قضايا حظر المحتوى الفلسطيني في العالم الرقمي تزايداً كبيراً في التعديات على حرية التعبير وخاصة على منصة فيسبوك، حيث قامت مؤخّراً باستهداف المحتوى الفلسطيني بشكل كبير، ليس فقط من خلال حذف وإغلاق الصفحات  بل وأيضاً من خلال تقييد وصول منشورات الصفحات الإعلامية الناشطة في المجال الفلسطيني، ورصدت مراكز متخصصة هذا الهبوط بنسبة زادت عن الـ 50%. كما شهد عام 2020 رصد 1100 انتهاكٍ بحقّ المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي بينها فيسبوك في زيادة بنسبة 20% عن السنة الماضية.

يجري كلّ هذا، فيما بات جمهور فيسبوك يدرك بشكل أكبر مدى استفحال لوثة “محاكم التفتيش” في عقليات المشرفين على فيسبوك والمنصات التي تحظر نشر ما يمسّ بصورة الاحتلال لدى شعوب العالم.