أقدمت قوّات الاحتلال فجر اليوم الإثنين على هدم منزل والدة الأسير الفلسطيني “قسام البرغوثي”، في بلدة كوبر شمال مدينة رام الله.

والدة قسّام الأستاذة الجامعية وداد البرغوثي عبّرت عن موقف الفلسطينيين الثابت أمام وحشية الاحتلال من على أنقاض منزلها المدمّر في قرية كوبر شمال رام الله: خيارنا الصمود ونفتخر بأبنائنا المناضلين.

يأتي قرار الهدم الأخير ليرفع مجدّداً الأسئلة المعترضة بوجه سياسات الاحتلال الانتقامية في مواجهة المقاومين الفلسطينيين والتي تفتقر إلى أدنى المعايير القانونية والإنسانية. إذ لا يمكن تصنيف هذا الفعل إلا ضمن الأعمال الإرهابية المنظمة ضدّ المدنيين العزّل، حيث يناقض أبسط حقوق الإنسان ويتنافى مع القانون الدولي من حيث كونه يعاقب أهالي وعائلات منفّذي العمليات ضد الاحتلال برغم كونهم استشهدوا أو تمّ أسرهم.

هذا النوع الانتقامي من الردود تمّ اعتماده بشكل ممنهج في مواجهة العمليّات الفدائية منذ عام 1967 بشكل أساسي، حيث تم إحصاء 48488 مَبنى فلسطينياً قام الاحتلال بتدميره حتى العام 2015.
تبرير سلطات الاحتلال لهذه الأعمال يساهم في إيضاح مدى العجز “الإسرائيلي” عن قمع حركات المقاومة، إذ تعتبر أنّها تحقق عبر الهدم “نجاحًا نسبيّاً في ردع العمليّات”. وحتّى إبّان الاحتلال الصهيوني للجنوب اللبناني، اعتمد الاحتلال سياسة قصف القرى والبلدات المليئة بالمدنيين والتي كان يحدّد له عملاؤه أنّ المقاومين قد خرجوا منها للقيام بعمليّات ضدّ مواقعه.
يتوقّع العدوّ أن تؤدي سياسته الانتقامية إلى تراجع الشباب الفلسطينيين عن نضالهم من بوّابة الابتزاز العاطفي، ولكنّ أهالي المقاومين الشهداء والأسرى يصرّون عبر ثباتهم وصمودهم ومواقفهم البطوليّة على إبطال حلم سلطات الاحتلال في أن يكون لعمليّات الهدم الانتقامية واللا-إنسانية تأثير على إرادة المواجهة لدى الجيل الفلسطيني الشاب.