في مثل هذا اليوم من العام 2008 بدأت الحرب على غزة بقصفٍ دمويّ لطائرات الاحتلال الصهيوني على المدنيين الفلسطينيين الآمنين في بيوتهم.

سمّي هذا اليوم في وسائل الإعلام بـ“السبت الأسود” الذي استشهد فيه أكثر من 228 مواطن فلسطيني بينهم نساء وأطفال.

استمرّ القصف الهمجي بالأسلحة المحرّمة دولياً حتى رأس السنة الميلادية، وبينما كان العالم يحتفل بالميلاد ويطلق المفرقعات النارية ابتهاجاً، كانت غزّة تُقصف بكل أنواع الأسلحة.

 

 

ففي اليوم الأوّل من العام الجديد 2009، ونتيجة القصف الصهيوني على الآمنين ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 400 فلسطيني بينهم نساء وأطفال، ودمّرت مئات المنازل فوق رؤوس أهلها، بالإضافة إلى مراكز حكومية ومساجد ومراكز اجتماعية وصحية.

 

 

وفي اليوم الثالث من العام الجديد، بدأ الهجوم البرّي الصهيوني على القطاع، ارتكب جنود الاحتلال عدة مجازر، كانت إحداها مجزرة داخل مسجد إبراهيم المقادمة، والذي استشهد فيه 16 مدنيّاً فلسطينياً بينهم أطفال كانوا يختبؤون في المسجد ظنّاً منهم أن الاعتداءات لن تطال المساجد وبيوت العبادة وستكون أكثر أمناً من بيوتهم، وفي ذلك اليوم ارتفع عدد الشهداء إلى 500 شهيد.

استمرّت الحرب الهمجية حتى 18 كانون الثاني/يناير، ارتكب فيها الصهاينة أفظع المجازر بحق عائلات بأكملها، وبحق الأطفال والنساء، وقصفت الطائرات والدبابات الصهيونية البيوت المأهولة، ودمّروا مدارس ودار أيتام، وقصفت مدرسة تابعة للأونروا في مخيم جباليا، علماً بأن الأونروا زودتهم بإحداثيات دقيقة لمواقع منشآتها، بحسب مدير عمليات الأنروا، الذي قال: أنه بالطبع سيسقط ضحايا بمنطقة مقتظة بالسكان، فقد استشهد 43 فلسطينياً كانوا من بين 350 مدنياً يحتمون بهذه المدرسة التابعة للأونروا.

 

استهداف الانوروا بالفسفور الأبيض المحرم دولياً

انتهت الحرب وخلّفت دماراً واسعاً، وقد نشرت الأمم المتحدة تقاريراً تبيّن حجم الدمار الهائل، واستشهد 1436 فلسطينياً بينهم 410 أطفال و104 من النساء و100 مسنّ، وجرح أكثر من 5400 مواطن.

ومازالت غزة إلى يومنا هذا تعيش المعاناة بسبب الحصار وقلة الموارد وأزمات ما بعد الحروب، واضطرابات أصابت الأطفال بعد سلسلة الهجمات الصهيونية التي تدمر سبل الحياة وتزرع الخوف في نفوس الأطفال، فكم من جريج بترت أطرافه ويتيمٍ خسر كلّ عائلته، وعائلات قتلت بأكملها في جرائم الحرب الصهيونية التي لانجد من يحاسب أو يعاقب عليها.