نظم ائتلاف “الخليج ضد التطبيع” ندوة نقاشية على الإنترنت تحت عنوان “دور المؤسسة التعليمية والمعلم في مناهضة التطبيع”.
هذه الندوة هي الرابعة ضمن سياق ندوات ولقاءات وحلقات نقاش تستهدف رفع وعي الخليجيين حول القضية الفلسطينية وواقع حركة التطبيع مع كيان الاحتلال في الخليج العربي. استضاف مدير النقاش إبراهيم الحوطي ثلاث شخصيات تربوية من ثلاث دول خليجية، فشارك الأستاذ يوسف المحميد من دولة الكويت والأستاذة بدرية علي من البحرين والأستاذة أنيسة القحطاني من قطر.
يوسف المحميد وهو أستاذ لغة عربية وباحث تربوي وباحث ماجستير في فلسفة التعليم ومطّلع على المناهج التربوية في الكويت، بالإضافة لكونه ناشطاً فاعلاً في مناهضة التطبيع ومناصرة القضية الفلسطينية، افتتح اللقاء بإطلاق اسم “عام النكبة الثانية لفلسطين في دولة الكويت” على العام الدراسي 2017-2018. إذ أشار المحميد إلى أنّه في هذا العام تمّ تمرير تغيير في المناهج الدراسية في الكويت بأمر من وزارة الشهادات الرسمية حيث جرى تعديل المادة الدراسية لصفّ الاجتماعيات ليتمّ حذف معظم ما يمتّ بصلة إلى الصراع العربي الإسرائيلي وإلى القضية الفلسطينية ومأساة احتلال فلسطين.
بدورها الأستاذة بدرية علي الرئيسة السابقة للجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني وأخصائية تربوية سابقة في وزارة التربية، أكّدت على ضرورة نقل التجربة الشعورية ومأساة الأطفال الفلسطينيين إلى أطفال الخليج، لأنّ التفاعل الشعوري هو الأساس في بناء القيم وتثبيتها في نفس الطفل، وهي أساس في بناء شخصية الطفل الخليجي الواعي للقضية والصراع. الناشطة التي زارت فلسطين ودخلت قطاع غزة منذ عشر سنوات، وشاركت في تنظيم مسرحيات في البحرين تستهدف رفع وعي الأطفال حول ما يجري على أقرانهم الفلسطينيين أكّدت أنّ هذه النشاطات وهذ النوع من العمل هو الذي يجب أن يستمرّ لمواجهة التطبيع ضمن المناهج التربوية في الخليج والتي تسيطر عليها الحكومات والقرارات الرسمية بشكل كبير.
أمّا أنيسة القحطاني وهي صاحبة خبرة كبيرة في مجال التعليم لأكثر من 24 سنة في مدارس عديدة ومختلفة، وهي ناشطة في مجال دعم القضية الفلسطينية، فقد ركّزت في حديثها على دور المعلّم والمعلّمة في المدرسة أمام الطلاب. فحددت القحطاني أعمدة ثلاثة يجب أن تقوم عليها عملية التأثير الإيجابي في الطلاب الخليجيين لرفع مستوى التفاعل مع القضية الفلسطينية بالشكل المطلوب، هي إدراك المعلّم لدوره الواقعي كقدوة لطلابه في أفكاره وأعماله وتصرفاته أمامهم سواءً كان ملتفتاً لذلك أم لا، و وعي المعلّم لطبيعة الطلاب ومعرفة كيفية طرح القضايا وأسلوب إدارة النقاش والتفاعل في الصف والذي يؤثّر على اقتناع الطالب بالفكرة ورسوخها في ذهنه، وكذلك يجب على المعلمين طرح أفكار عملية تساهم في نقل المعلومة والقيمة من ذهن المعلم إلى طلابه، ومشاركة المعلّمين والمعلّمات لتجاربهم بين بعضهم البعض.
كما تخلل اللّقاء عدّة أسئلة من المتابعين أجاب عليه الضيوف بشكل مفصّل. وتعتبر هذه اللقاءات التي تفعّلت ونشطت بشكل كبير بالتزامن مع الحجر المنزلي والإغلاق الذي حصل مع انتشار جائحة كورونا في العالم، أداة هامة لتفعيل العمل التوعوي ضدّ بروباغندا التطبيع مع الاحتلال، الذي يضاعف ضجيجه اليوم وهو في خضمّ مشروع كبير للتطبيع الرسمي مع عدّة من الدول الخليجية كان أوّلها خطوة التطبيع الإماراتي.