لازالت معركة “البطون الخاوية” حاضرة في وعي الصهاينة، حين أعلن الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام لانتزاع حقوقهم رفضاً للظلم والمعاناة التي يعيشونها داخل السجون.
هذا النهج من التصدي والمقاومة لاعتداءات الاحتلال لازال مستمراً بين الأسرى الفلسطينيين، ويعتبر الأسير “ماهر الأخرس” أحد أهم نماذجه اليوم.
يواصل الأسير الأخرس إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم السادس والسبعين على التوالي رفضًا لاعتقاله الإداري في سجون الاحتلال الصهيوني.
بدوره أفاد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، بأنّ “الأسير الأخرس رفض كافة مقترحات إدارة سجون الاحتلال والتي تَحول دون إنهاء اعتقاله وإنما لكسر اضرابه”.
وأوضح أنّ “زوجة الأسير الأخرس بدأت إضرابًا عن الطعام واعتصامًا أمام مستشفى كابلان “الإسرائيلي”، حيث يرقد زوجها في وضع صحي صعب للغاية”.
كما لفت إلى أنّ “الاتصالات مستمرة مع الصليب الأحمر الدولي وكافة المؤسسات المعنية بحقوق الأسرى من أجل الضغط على إدارة سجون الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير الأخرس”.
ويُعاني الأسير من هزال وضعف شديدين، ونقص حاد في الوزن، وصعوبة في الحركة، وفقدان للوعي بشكل متكرر، ونوبات تشنج، علماً أنه يرفض إجراء الفحوص الطبية، وأخذ المدعمات.
ووجه الأسير من على سريره في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي، رسالة أكد فيها أن شرطه الوحيد الحرية، “فإما الحرية وإما الشّهادة”.
من جهة أخرى أعربت مصادر إسرائيلية عن مخاوفها من أي خطر يتهدد حياة الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام لليوم الـ 76 على التوالي.
وقالت القناة 12 العبرية: إن أسيراً فلسطينياً يدخل حالة الخطر، بسبب إضرابه المتواصل عن الطعام، للمطالبة بوقف الاعتقال الإداري.
ونقلت القناة، تخوفات في “إسرائيل” بأن يؤدي استشهاده إلى مواجهات بالضفة.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير الأخرس في تموز/ يوليو الماضي، ونقلته إلى عدة سجون كان آخرها سجن “عيادة الرملة”، قبل أن يتم نقله في بداية شهر أيلول إلى مستشفى “كابلان” حيث يُحتجز اليوم. ويذكر أن أنه أسير سابق قضى ما مجموعه أربعة أعوام في سجون الاحتلال توزعت بين أحكام واعتقال إداري، وهو متزوج وأب لستة أبناء، أصغرهم طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام.
ودعا نادي الأسير مجدداً “كافة جهات الاختصاص والمؤسسات الحقوقية الدولية على وجه الخصوص بالتدخل الجاد لوضع حد لمعاناة الأسير الأخرس وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، والضغط على الاحتلال بوقف سياسة الاعتقال الإداري”.
الجدير بالذكر أنّ عدد الأسرى الإداريين بلغ حتى نهاية شهر آب/ أغسطس 2020، قرابة (340) أسير إداري.