تحظى مأساة الأمّهات الأسيرات ولا سيما الحوامل باهتمام شديد على مستوى العالم، بالرغم من كونهنّ مدانات بجنح أو جنايات قضائية، وذلك بسبب القدسية والاعتبار الإنساني السامي الذي تمثّله مسألة حمل المراة والولادة وتربية الأسرة.

لأجل ذلك تناضل العديد من الجمعيات الحقوقية العالمية لوضع قوانين صارمة تفرض على الحكومات مراعاة أوضاع الأمهات السجينات ولا سيما الحوامل والعمل على تخفيف أحكامهنّ أو تأجيلها احتراماً لقدسية الأسرة ودور الأم في الولادة والتربية

صورة لأنهار مع ابنتها الأولى جوليا

أمّا في فلسطين المحتلة، فالجريمة بحقّ الأمّهات والنساء الحوامل الأسيرات مضاعفة:
1- فالاعتقال هنا هو أسرٌ من قبل جيش “إسرائيل” المحتلّ لنساء فلسطينيات هنّ أصحاب الأرض
2- والأسر وخاصة للنساء تعسّفي يتمّ في معظم الأحيان بشكل انتقاميّ وترهيبي ودونما أيّ اتهام ولأسباب غير واقعية تحت مسمّى الاعتقال الإداري المفتوح
3- والظروف التي تعيش فيها الأسيرات الأمّهات مأساوية تبدأ من تعرّضهنّ للوحشية والتعنيف خلال الاعتقال والتحقيق وأخرى داخل المعتقلات، ولا تنتهي بحرمانهنّ من رؤية عائلاتهنّ لأشهر ولا يرونهنّ لأكثر من دقائق معدودة.
4- كلّ ذلك يضاف إلى صعوبة وضع الأسيرة الحامل والتي تحتاج إلى عناية طبية دقيقة ورعاية صحية ومتابعة نفسية استثنائية نظراً لحجم الضغوطات التي تتعرّض إليها، وهي أمور لا تتوفّر حتى بأبسط أشكالها في معتقلات الاحتلال.

الرسالة التي أرسلتها أنهار منذ يومين لزوجها

وضع النساء الحوامل الأسيرات في معتقلات الاحتلال كارثيّ، وهو يفوق قدرة أيّ إنسان على التحمّل والتقبّل، لأنّه أصعب جسدياً ونفسياً من وضع أيّ سجينة في أي سجن في العالم.

أنهار الديك أمّ فلسطينية معتقلة، تبلغ من العمر 25 عاماً فقط، وهي حامل في شهرها التاسع وعلى وشك أن تضع مولودها الذكر، وهي كذلك أمّ لطفلة تعيش بعيدة عنها منذ 5 أشهر.

أرسلت أنهار رسالة إلى زوجها منذ أيام تشكو فيها وضعها المأساوي، فهي تعاني من آلام حادة في الحوض، وآلام حادة في القدمين ناتجة عن نومها على “البرش”.

و”البرش” سرير السجن المصنوع من الحديد وتكون أرضه عبارة عن شبك من الحديد توضع عليه اسفنجة تكون بمثابة فرشة النوم، يمضي عليها السجين معظم فترة اعتقاله داخل الزنزانة وهي مضرب للمثل في النوم بشكل غير مريح.

ستلد أنهار ولادة قيصرية وتوضع في العزل، على البرش، في زنزانة مغلقة ودون أن يكون إلى جانبها أحد من أهلها أو أقاربها، وسيولد ابنها المرتقب علاء معتقلاً داخل زنزانة مع أمّه، دون أن يراه أبوه أو أخته، ودون أن يحظى بعناية كافية وسط بيئة مليئة بالتفتيشات والإجراءات الأمنية والأصوات المزعجة ورطوبة السجون وقذارتها.

مأساة أنهار حرّكت الضمائر الحية في العالم، لا سيما بعد رسالتها الأخيرة، وأدمت قلوب الكثير من الناس لا سيما الأمهات اللواتي يعرفن مدى صعوبة وحساسية مسألة الحمل والولادة حتى في الظروف الطبيعية. كما حرّكت قلوب الآباء الذين يعرفون معنى أن تلد زوجاتهنّ وحدهنّ ودونما أيّ عناية من الأهل وأيّ رعاية نفسية وعاطفية.

يسعى العديد من الناشطين اليوم للضغط على جهات عالمية من خلال حملة على وسائل التواصل تدعو لإطلاق سراحها فوراً تحت هاشتاغ #أنقذواأنهارالديك

شارك(ي) عبر حسابك منشوراً يصف شعورك عندما تقارن(ين) بين أجواء الولادة التي تنعم بها أمهات العالم في ظروفهنّ الطبيعية، وبين تلك التي تعاني منها الأسيرة أنهار في معتقلات الاحتلال، تحت هاشتاغ #أنقذواأنهارالديك