من الحيّ المهدد بالتهجير، حيّ الشيخ جراح، ظهرت الإعلامية منى الكرد مدافعةّ عن بيتها وعن حيّها الذي نشأت فيه مع أهلها وجيرانها.
منى الكرد أخذت ضجةً إعلامية مع نشرها للأحداث اليومية خلال موجات الاعتداءات الصهيونية على الحيّ من “شرطة” ومستوطنين.
تفاعلت معها القنوات العربية والأجنبية، وتعاطفت معها ومع الحيّ مختلف الشعوب التي شاهدت الأحداث.
منى الكرد الآن ناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي، قضيّتها حيّ الشيخ جراح والأسرى وكلّ مظلومٍ في فلسطين، ومن خلال صفحاتها، تنشر هذه القضايا بطريقتها، لتظهر للعالم حقيقة هذا الكيان.

مُنى من المونديال
شاركت منى الكرد في مونديال قطر كمشجعة تحمل قضيةً لطالما رأينا علمها على المدرجات، ورأينا مناصري القضية الفلسطينية يطردون إعلام الكيان الصهيوني أو يمتنعون عن الحديث معهم، مع إصرار العديد من محبّي فلسطين على قول: “لا شيء اسمه إسرائيل بل فلسطين..”.
حملت منى قضية الأسرى، وارتدت قمصاناً عليها صور الأسرى الثلاثة : الأسير الطفل أحمد مناصرة، والأسيرة الطفلة نفوذ حماد، والأسيرة الجريحة إسراء جعابيص.
حملت قضية 4700 أسير نسيهم العالم، و150 طفل أسير لا تدافع عنهم منظمات حقوق الإنسان والطفل، ومئات الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة من بينهم مرضى في السرطان الخبيث.

كتبت على قميصها:”أحمد مناصرة لا يزال بالحبس الانفرادي..هذه سنته السابعة في السجون “الإسرائيلية”
آلة تحريض
شنّت الأوساط الصهيونية حملة تحريض على منى، وطالبت بمنعها من دخول بلدها وحرمانها من الهوية، واتّهموها بأنّها “آلة تحريض” بحسب ما علّقت منظمة “لخ يروشلايم” المتطرفة :”منى الكرد هي آلة تحريض ضد إسرائيل وتمولها جهات خارجية… يجب أن نوقفها “.
لم يقف التحريض عند هذه المنظمة المتطرفة، بل علّق الكثير من المستوطنين الصهاينة على مشهد تضامن منى الكرد مع قضية الطفلين الأسيرين والجريحة الأسيرة حيث قالوا: “بن غفير، عندك كتير شغل مع الإرهابيين ومساعديهم”.
قضية الأسرى الثلاثة
يُذكر أن الأسير أحمد مناصرة تمّ اعتقاله وهو طفل والآن بعمر ال20 عاماً، بزعم تنفيذ عملية طعن، لكن أحمد كان يمشي مع إبن عمّه حسن في القدس وتفاجآ بإطلاق شرطة الاحتلال الرصاص نحوهم وقام المستوطنون بضربهم بقسوة، فما لبث أن استشهد حسن -الصديق المقرب لأحمد- أمام عيون أحمد الذي نُقل إلى المستشفى بجروح بليغة.
أحمد الآن محرومٌ من حضن والدته ووالده، ولا يُسمح لهم بلمسه أو التواصل الجسدي معه، على الرّغم مما يعانيه من أزمة نفسية وصحية في السجن الإنفرادي الذي يمكث فيه منذ قرابة العام.

أمّا الأسيرة إسراء جعابيص (31 عاماً) تمّ اعتقالها بعد حريقٍ شبّ في سيارتها عام 2015 وتعرضت لحروق بليغة وخسرت أصابع يدها، واتّهمومها بأنّها تريد تنفيذ عملية ضدّ الجنود الصهاينة، مع العلم أن الحريق هو بسبب عطل في السيارة ودون دليل على وجود مواد مشبوهة، وإسراء كانت طالبة جامعية وتعمل ضمن فعاليات المدارس والمؤسسات.

والطفلة الأسيرة نفوذ حماد (15 عاماً) ابنة حي الشيخ جراح، تمّ اعتقالها من داخل مدرستها معصبة العينين، وتعرّضت للضرب والتعذيب والإهانة بحسب ما روت للإعلام، وحُرمت من الطعام والماء، وهي تقبع الآن في السجن مع أسيرات أخريات دون تهمة موجهة إليها.

يستمر هذا الكيان بخرق المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنصّ على احترام حقوق الإنسان والطفل دون أن يلاحقه قانون أو يردعه حسّ أخلاقي أو إنساني مفقودٌ عند الاحتلال.
